نهيان بن مبارك: الإمارات رمز عالمي للتسامح

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أصبحت رمزاً للتسامح والتعايش الإنساني. ليس على المستوى الإقليمي فقط، وإنما على المستوى الدولي أيضاً عبر مواقفها ومبادراتها وإسهاماتها في دعم المؤسسات الدولية الداعية إلى التسامح والمحبة والسلام في إطار من التعايش الإنساني على هذا الكوكب.وقال معاليه، إنه من هذا المنطلق، تأتي مشاركة الدولة ممثلة بوزارة التسامح في مؤتمر «العالم والأديان التقليدية» الذي يعقد حالياً بأستانا، عاصمة كازاخستان، وأكد أن المشاركة لا تركز فقط على طرح رؤية الإمارات عن أطر التعايش والتسامح الإنساني في ظل التنوع الديني والفكري والثقافي، وإنما تهدف أيضاً لتبادل الآراء والأفكار حول قضايا التسامح العالمية. وأثرها في تجفيف منابع التطرف الفكري والديني، ودعم الأساليب السلمية لحل جميع أشكال الصراع، بما ينعكس على رفاهية الإنسان مهما كان لونه أو عرقه أو دينه، وإبراز مكانة الإمارات كأحد رموز التسامح الفكري والديني. جسر للتفاهم وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك، في كلمة له بهذه المناسبة، أن مؤتمر أستانا منذ انطلاقه عام 2003 أصبح بمثابة جسر للتفاهم والتعاون بين الزعماء الدينيين والسياسيين على مختلف مشاربهم، وهو ما جعله مصدر ثقة للعديد من الدول، ومن هنا تكمن أهمية المشاركة الفاعلة للوفد الإماراتي في جلساته التي تسلط الضوء على الإنجازات التي حققتها الإمارات في هذا الشأن. إضافة إلى تعزيز روح التعاون وإظهار الالتزام العالمي بمكافحة كل أشكال التعصب الديني والتمييز والتحريض على العنف، مشيداً بشعار المؤتمر لهذا العام وهو «القادة الدينيون لعالم آمن»، حيث يمثل رجال وعلماء الدين حجر الزاوية في دعم أفكار التسامح، والتعايش وقبول الآخر لدى فئات المجتمع المختلفة، خاصة الشباب. ولذا فالتركيز على ثقافة رجل وعالم الدين مهمة للغاية، وللإمارات تجارب رائدة في مجال رفع الوعي لدى هذه الفئة التي لها تأثير مباشر على الجمهور من واقع أنها تتحدث دائماً عن المقدس لدى الناس، ولعل تجربة الإمارات في هذا المجال تكون ملهمة أثناء استعراضها في جلسات المؤتمر وحلقاته النقاشية. خطط وفعاليات وقال معالي وزير التسامح، إن خطط العمل في الوزارة لها دور محلي وآخر عالمي، وذلك يظهر من خلال فعالياتها المتعددة التي تنفذها لنشر قيم التسامح في المجتمع، موظفة علاقاتها الممتدة مع أفراده ومؤسساته، بهدف تحقيق التعاون والعمل المشترك بين الجميع لتكون الحكومة بجميع مؤسساتها رائدة في مجال تعزيز التسامح والتعايش السلمي، لتكون حكومة الإمارات مثالاً ونموذجاً رائداً أمام العالم كله. إضافة إلى دورها العالمي في إبراز اسم دولة الإمارات مثالاً يحتذى في التسامح والتعايش بين كل الشعوب والأعراق والأديان، من خلال مشاركاتها الدولية والأممية، ومنها المشاركة في مؤتمر أستانا. وتشارك دولة الإمارات بوفد رسمي يرأسه الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والدكتور أحمد محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح، وأحمد المهيري، وعفراء محمد حسن الصابري من مكتب وزير التسامح، ويوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد، ومقصود كروز مدير عام مركز «هداية»، وعبدالله محمد النعيمي المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالإنابة. وأسهم الوفد بفاعلية في جميع جلسات المؤتمر في إطار قناعته بأهمية إرساء مبادئ السلام والوفاق والتسامح كقيم إنسانية أساسية، وتعزيز الاحترام والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة، واحترام كل الأديان ومنع إساءة استخدام المعتقدات الدينية لتغذية التطرف والعنف. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الحوار العالمي بين الحضارات والثقافات والأديان، وتعزيز الاحترام المتبادل بين رجال الدين وأتباع الأديان المختلفة، وتنمية ثقافة التسامح كدرع عالمية في مواجهة الموجات المتلاحقة من الكراهية والتطرف. ويسعى المؤتمر هذا العام، إلى تحديد أرضية مشتركة بين دول العالم والأشكال التقليدية للأديان، وإنشاء معهد دولي لتعزيز الحوار بين الأديان، وإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا والتحديات التي تواجه ثقافة التسامح على المستوى العالمي. وقال المنظمون للدورة السادسة لحوار ممثلي الأديان، إن المؤتمر يركز على بحث قضايا حساسة عدة، في مقدمتها تعزيز الأمن عبر الحوار، ونشر التسامح، والبحث عن حلول سلمية للنزاعات والحيلولة دون نشوبها، وعدم السماح بانهيار القانون الدولي، وقيم الصداقة والتعايش السلمي، والعمل على تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان رداً على التهديد بالعنف. توصيات يتيح مؤتمر «حوار الزعماء الدينيين في أستانا» للمشاركين فرصة ليعرض كل منهم وجهة نظره، ويستمع لوجهة نظر الآخر، بغية وضع توصيات مشتركة للعمل معاً على مواجهة التحديات الخطيرة وفي مقدمتها الجرائم التي ترتكب بشكل متزايد باسم الدين علماً بأن جميع الديانات تدعو للسلام وتنبذ العنف. توافق يساهم المؤتمر في غرس مفاهيم ومبادئ احترام التعددية الدينية والتنوع الثقافي، ويشكل خطوة أخرى نحو التفاعل النوعي للثقافات، وتعزيز التفاهم المتبادل في المجتمع، ومع أن الحوار لا يعني بالضرورة التوصل دوماً لاتفاق، فإنه يعكس الرغبة في السعي لإيجاد صيغة توافقية، ولذلك يبقى الحوار ضرورة موضوعية لا سيما في الوقت الراهن. تعددية لم يأت اختيار أستانا مقراً للحوار بين الزعماء الدينيين عن عبث، ذلك أن هذه المدينة ترمز للدولة الكازاخية متعددة الأديان والأعراق، ويتكون الطيف الديني في البلاد من 18 ديناً وطائفة، وفيها نحو 3800 جمعية دينية. ويشكل المسلمون غالبية عظمى من السكان (ما يقارب 70 في المئة) ويأتي المسيحيون في المرتبة الثانية بنسبة 26 في المئة و4 في المئة من المجموعات الدينية الأخرى. ورغم هذا التنوع، فإن الوضع الديني في البلاد مستقر ويمكن التنبؤ به، ويعود هذا التعايش السلمي إلى جملة عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية، فضلاً عن دور دستور البلاد في هذا المجال، إذ يكرس الطبيعة العلمانية للدولة ويكفل للمواطنين حرية الاعتقاد والدين.

شارك الخبر
Skip to content