,

نهيان بن مبارك يفتتح الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح

شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش اليوم ( الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح ) ، تحت عنوان ” ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش” الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع كافة الوزرات والمؤسسات والهيئات الإتحادية والمحليةالمشاركة في المبادرة الوطنية ( الحكومة حاضنة للتسامح ) بأبوظبي .

حضر الملتقى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية ، و معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة ، سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ، معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع ، و معالي حصة بنت عيسى بو حميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي ومعالي حنيف حسن القاسم رئيس مجلس إدارة شركة أساس للإستثمار وأكثر من 55 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية،و60 سفيرا للدول الشقيقة والصديقة لدى دولة الإمارات، وعدد من القيادات المحلية والاتحادية والخاصة، وسعادة عفراء الصابري المديرالعام بوزارة التسامح والتعايش.

و قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في كلمته الإفتتاحية بالملتقى ” نلتقي اليوم مرة أخرى في هذا الملتقى السنوي الذي نتابع فيه جهود وإنجازات لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية، وما تقومبه هذه اللجان من دور مهم في تعزيز مكانة الحكومة كحاضنة للتسامح، وفي الاحتفاء بالنموذج الرائد للإمارات في مجالات التعايش والتعارف وتحقيق الخير والرخاء للبشر أجمعين، وكذلك دور هذه اللجان في السعي لكي تكون حكومة الإمارات نموذجا وقدوة، في تعميق قيم التسامح والأخوة الإنسانية، سواء لدى الموظف، أو لدى كل وزارة أو في كافة أعمال الحكومة، أو في ربوع المجتمع كله”.

وأضاف معاليه ” أن هذا الملتقى السنوي إنما يجسد لدينا عددا من المعاني المهمة، التي نحرص على تأكيدها في كل عام باعتبارهاعلامات مهمة، في سبيل أن تكون الحكومة عن حق حاضنة للتسامح، المعنى الأول: هو اعتزازنا القوي برؤية القيادة الحكيمة لهذا الوطن حول مكانة التسامح والأخوة الإنسانية في مسيرة التقدم والنماء في دولتنا العزيزة ، نعتز كثيرا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله هو قائد فذ ، يسعى بكل جد وإخلاص إلى تحقيق مستقبل مزدهر في كافة ربوع الدولة، وذلك في إطار رؤية حكيمة لحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز، فهو بحمد الله قائد حكيم يجسد بالقول والعمل أفضل القيم والمبادئ المتأصلة في دولة الإمارات، ويحرص على أن تكون دولتنا الحبيبة دائما في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع، فنحن دولة تساهم بنشاط وفاعلية في تقدم هذا العالم وتطوره، ويشرفني في هذه المناسبة أن أرفع باسمكم جميعا تحية شكر وولاء ووفاء واحترام، إلى صاحب السمو رئيس الدولة وذلك عرفاناً بجهوده المتواصلة في تعزيز مسيرة الدولة، والتمكين لموقعها الفريد بين دول العالم أجمع، كما يشرفنا جميعا، أن نتقدم لسموه بالعهد والوعد بأن نكون دائما جنودا مخلصين في مسيرة الدولة، وأن نعمل سويا لتحقيق كل ما ترجوه الدولة من أهداف، في سبيل تنمية الوطن ورفعة شأن الإنسان”.

وأوضح معاليه أن المعنى الثاني يتمثل في الاهتمام الكبير بعمل لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية من أبناء وبنات الإمارات أعضاء هذه اللجان، بما لديهم من قدرات واعدة، وطموحات مأمولة وعزم وتصميم، للإسهام في تنمية الإمارات وتشكيل معالم المستقبل، لمافيه الخير للمجتمع والإنسان، مؤكدا أن الاحتفاء بأعضاء هذه اللجان في هذا الملتقى هو تأكيد على الثقة الكاملة ، في قدراتهم على العمل والإنجاز، كما إنه تعبير عن الثقة الكاملة في درايتهم دراية تامة بالمبادرات الممكنة للتسامح في مجال عمل كل منهم، وهو ما يجعلهم القادرين على اقتراح المبادرات، تعبيراً عن حب الوطن والحرص على تحقيق كافة أهدافه وطموحاته.

وعبر معاليه عن شكره وتقديره لكافة أعضاء لجان التسامح على ما يجسدونه معنا من وحدة العمل الوطني في سبيل نشر السلام والتعايش والرخاء في كافة ربوع الدولة، وعلى حرصهم الواضح على تنفيذ مشروعاتهم بكفاءة وإتقان والتزامهم بأن تتسم هذه المشروعات والمبادرات بالاستدامة، والتطور نحو الأفضل في الحاضر والمستقبل. وعن المعنى الثالث الذي يمثله هذا الملتقى السنوي، أشار معاليه إلى أنه ينطلق من قناعة واضحة بأن مجال العمل المشترك لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية هو بطبيعته مجال للأفكار المتجددة والمبادرات المتدفقة، التي تركز على تقدم المجتمع ونماء الإنسان،وبالتالي فإنه مجال ينمو بشكل دائم، وأن خطط العمل لهذه المبادرات تتطور باستمرار باعتبارها مجالا للإبداع والابتكار من أجل تحقيق التقدم في المجتمع والعالم ، مؤكدا على أهمية تنمية قدرة الجميع على الإبداع والابتكار، والأخذ بالأفكار والمبادرات النافعة، والسعي للتطويرالمستمر نحو الأفضل ، حيث أصبح هذا الملتقى مجالا حيويا للحوار والمناقشة وتبادل الأفكار والآراء بما يثري المسيرة ويسهم في تحقيق كل الأهداف والغايات.5

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك” إننا نلتقي اليوم في عام الاستدامة ، الذي سوف يشهد انعقاد مؤتمر COP28 على أرض الإمارات،وأتطلع إلى أن يكون لكم في لجان التسامح دور مهم في تحقيق النجاح لهذا المؤتمر، وأن تأخذوا بالمبادرات ، التي تجسد ما أعلنه صاحب السمو رئيس الدولة من أن الاستدامة هي إرث وطني أصيل أرساه فينا مؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آلنهيان طيب الله ثراه، وآمل أن تكون جهودكم في هذا المجال تعبيرا قويا عن القدرة على التواصل مع الغير والوعي الكامل بعناصر القوة الناعمة للدولة والحرص على تعزيز مكانة الإمارات في الساحة الدولية، وبناء علاقاتها مع دول العالم على أسس التعارف والحوار والأخوة الإنسانية، والقيام بدورها الإيجابي في مواجهة كافة التحديات التي تواجه العالم في الحاضر والمستقبل”. وعبر معاليه عن أمله بان يكون ما تم إنجازه من خلال لجان التسامح امتدادا للجهود المبذولة من أجل تحقيق الرؤية الوطنية التي تعبر عنه اوثيقة ” نحن الإمارات 2031 ” التي تؤكد على حرص الإمارات على بناء اقتصاد قوي أكثر استدامة وأسرع نموا وتطورا، والسعي إلى أن تكون علاقاتها بالعالم ممتدة ومثمرة، وفق رؤية تهدف إلى عالم تسوده مبادئ النزاهة والشفافية، وينبذ العنف والكراهية، وتتحقق فيه المساواة في التنمية بين الأمم والشعوب بما فيه رخاء المجتمعات البشرية في كل مكان.

ودعا معاليه الجميع للإسهام في سبيل تحقيق النجاح لمؤتمر COP28 معبرا عن الالتزام بتقديم كافة سبل الدعم للجميع، والاحتفاء بالمبادرات الأكثر تميزا وإبداعا، التي تؤكد على أن أبناء وبنات قادة للتسامح في الحكومة والمجتمع ، مشيرا إلى أهمية العمل معا في إطاررؤية مشتركة لمكانة التسامح والأخوة الإنسانية في المجتمع المستدام وأنهم المصدر الأصيل للأفكار والآراء التي سوف تحقق كافة الأهداف المنشودة. وعبر معاليه عن سعادته بحرص الجميع على العمل مع وزارة التسامح والتعايش وقناعتهم القوية بأن التسامح يؤدي إلى حكومة قوية وإلىمجتمع ناجح، والتي يدلل عليها العمل المستمر والطاقة المتجددة والحماسة الواضحة لتعزيز مكانة حكومة الإمارات وأدوارها القيادية في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أهمية أن تسهم المناقشات المهمة في هذا الملتقى في تأكيد دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وأن تكون النتائج دائماً على قدر كل التوقعات والطموحات.

وتحدث معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأطراف COP28 عن التعددية وقيم التسامح والتعايش وأهميتها كأحد المحاور المهمة في مؤتمر الأطراف. وقال معاليه ” لقد حققت المبادرة الوطنية “الحكومة حاضنة للتسامح” العديد من الإنجازات، أبرزها ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش داخل الجهات الحكومية وفي قطاعات المجتمع المتنوعة، واستحداثها منصات مهمة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الحكومية في مجالات التسامح والتعايش، وهو ما أدى بدوره إلى أن يصبح التسامح ثقافة عامة وممارسة يومية في مجتمع دولة الإمارات، وإننا في دولة الإمارات محظوظون بقيادتنا الرشيدة والتي أولت اهتماماً ملحوظاً بترسيخ قيم التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية في الدولة، ما جعلها وجهة مفضلة للراغبين في الإقامة والعيش والعمل من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل المبادرات التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة مثل البرنامج الوطني للتسامح، وإصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، والتوجيه بتأسيس عدة مراكز لمكافحة الفكر التطرف. وأضاف معاليه ” ان مناخ التسامح والتعايش الذي ننعم به انعكس على بيئة الأعمال في الدولة التي تُصنف وفقاً لمؤشرات دولية متعددة أنهامن بين الأفضل عالمياً في التنوع والتنافسية الإيجابية والشفافية والعدالة، وكلها عوامل أساسية لازدهار ونمو الأعمال واستقبال الاستثمارات المتدفقة، حيث تشير أحدث البيانات أن الشركات المؤسسة في الدولة مملوكة لرجال أعمال ورواد أعمال من أكثر من 200 جنسية، يعملون في تناغم وبيئة محفزة للنمو ويساهمون في مسيرة إنجازات الاقتصاد الوطني الذي يحقق معدلات نمو قياسية بفضل انفتاحه تجارياً واستثمارياً على العالم، انطلاقاً من الرؤية الثابتة لدولة الإمارات بأن حرية تدفق التجارة ورؤوس الأموال ضمانة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة دولياً. وأوضح معاليه أن الإمارات تتأهب حالياً لاستضافة “cop 28” بعد النجاح الباهرالذي حققته الدولة سابقاً باستضافة “إكسبو 2020″ الذي جمع العالم كله، تحت سقف واحد، على أرض الإمارات الطيبة، ويتطلع سكان العالم، على اختلاف تنوعهم العرقي والديني والثقافي، بعيون الأمل والتفاؤل إلى نسخة هذا العام من ” cop 28″ التي تحتضنها إكسبودبي، بكل ما يحمله هذا المكان من دلالة، ويعول الجميع على ما ستسفر عنه الجهود الدولية بقيادة الإمارات لإنقاذ كوكب الأرض من تحديات التغير المناخي المتراكمة، وإحراز تقدم ملموس بشأن العمل المناخي العالمي، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية. وأشار معاليه إلى أن الإمارات تسعى لاستعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، مؤكدا أن هذه المساعي من جانب الإمارات هي أحدث دليل على أن الدولة تعمل دائماً لخير البشرية وتحقيق مصالح الإنسان بلاتمييز، وبغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، وهذا هو أسمى درجات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية. وركز الملتقى على إبراز جهود وزارة التسامح والتعايش والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تنفيذ في المبادرة الوطنية “الحكومة حاضنة للتسامح”، وتوفير منصة شاملة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الحكومية في مجالات التسامح والتعايش، بين كافة الجهات المشاركة بالمبادرة الوطنية واستعرض الملتقي أيضا أفضل الممارسات في المؤسسات الحكومية، من خلال طرح رؤية 4 جهات حكومية استطاعت تقديم مبادرة مبتكرة لتعزيز التسامح، واختتم الملتقى فعاليته بتكرم 29 وزارة وجهة لتميزها في تحقيق أهداف المبادرة. كما تم الإعلان عن أهم منجزات مبادرة الحكومة حاضنة للتسامح على مدى 4 سنوات، حيث تضم المبادرة حتى الأن 44 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية، وتم انشاء 44 لجنة للتسامح بكافة الجهات المشاركة استطاعت إنجاز 1259 مبادرة وبرنامجا وفعالية، كما تم انجاز 1520 قياسا على مؤشر قياس التسامح. كما نظمت وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الوزرات والهيئات 56 برنامجا تدريبيا، استفادت منه 85 جهة اتحادية ومحلية، وشارك به1471 موظفا حكوميا، و أطلقت المبادرة أول مواصفة حول العالم تتعلق بالتسامح والتعايش للمؤسسات الحكومية والخاصة، كما انطلقت المبادرة إلى العالمية من خلال مشاركة 6 دول حول العالم حتى الآن في المبادرة الدولية ” حكومات العالم حاضنة للتسامح”. واستعرض الملتقى أيضا أفضل الممارسات في المؤسسات الحكومية، من خلال طرح رؤية 4 جهات حكومية استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة في تحقيق أهداف المبادرة،فتحدث العميد محمد أحمد بطي الشامسي، مدير إدارة العلاقات العامة تجربة وزارة الداخلية في هذاالمجال، مؤكدا ان وزارة الداخلية أنجزت 360 مبادرة ركزت على تعزيز الوعي بالتسامح، وتعزيز دور الوزارة نشر التسامح بالمجتمع، إضافةإلى 34 مبادرة مشتركة، مشيرا إلى الأثر الايجابي للمبادرة على المنتسبين للوزارة وبيئة العمل بها وكذا أثرها على المتعاملين. كما تحدثت سعادة شيخة أحمد آل علي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة المساعد لقطاع المناطق بالوكالة، عن التجربة الخاصة بوزارة التغير المناخي والبيئة، والتي ضمت أكثر من 11 مبادرة و9 وش عمل و29 نشرة توعوية، 80 فعالية مجتمعية، بمشاركة 221 موظفا في ورش العمل، وتفاعل 445 مع أنشطة التسامح هم كل منتسبي الوزارة. وتناولت الدكتورة عائشة بالخير -مستشار البحوث – ورئيس لجنة التسامح بالأرشيف والمكتبة الوطنية أثر تجربة لجنة التسامح بالأرشيف الوطني الإيجابي على الموظفين والجمهور وبيئة العمل، وتناولت أهم أنشطتها ومبارداتها.

شارك الخبر
Skip to content